لقد شكلت الحرب العالمية الثانية منعطفا هاما في القضية الفلسطينية حيث انقلبت العداوة التاريخية بين اليهود والنصارى إلى تعاطف شعبي، وكأن الصهاينة درسوا حملة هتلر قبل وقوعها، وهذا ما حذا بالحكومة البريطانية لرفع القيود عن بيع الأراضي الفلسطينية وتهجير عشرات الآلاف من اليهود الأوروبيين إلى فلسطين لتبلغ نسبتهم حوالي ربع شعب فلسطين.
و تلا ذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة القاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية.
ولم يرض الكيان الصهيوني بهذا فحسب، بل شن أحد أبشع مذابحه على دير ياسين وأعلن زعيمهم آنذاك دافيد بن غوريون قيام دولة "إسرائيل".
لقد أنستني هذه الأحداث الحزينة فعلا حديثي عن كرة القدم، حيث أنه بعدما عادت مياه كرة القدم العالمية إلى مجاريها كانت فلسطين الأبية ومعها بعض الدول العربية (حسبما روت أغلب المصادر التاريخية) يخوضون حرب 48 مع الكيان الصهيوني بعد رفضهم لقيام الكيان المزعوم، ولن أسهب في التحدث عن نتائج هذه الحرب التي اختلف حول تفاصيلها الكثير والتي لم تحمل أي جديد يسعد الشعب الفلسطيني.
ورغبة من هذه الدول العربية المشاركة في هذه الحرب في مواساة الفلسطينيين والترفيه عنهم، تم تنظيم دورة الألعاب العربية الأولى عام 1953 بمشاركة مصر وسوريا ولبنان والأردن وليبيا إضافة إلى فلسطين، وتلقى المنتخب الفلسطيني لكرة القدم هزيمتين أمام كل من مصر بثمانية أهداف لهدف واحد وأمام ليبيا بخمسة أهداف لهدفين. لكن المشاركة كانت لسبب واحد هو محاولة تضميد الجراح وتناسي الواقع المر الذي كان الشعب الفلسطيني يعيش في كنفه. فهل فعلا بمقدور كرة القدم أن تمحو آلام الهجرة وفقدان الأرض وفراق الأحباب!!!
لكن ماذا حدث بعد ذلك بالضبط ؟ وهل كان هناك تغير في المواقف العربية؟ وأين مضت كل من كرة القدم الصهيونية والفلسطينية بعد ذلك العهد؟ هذا ما سنعرفه بالتفصيل في قادم الحلقات. فابقوا معنا في الموعد.