القصة فيها (ان)

موضوع: القصة فيها (ان) 15/1/2010, 10:57

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

القضية

فيها

"إن"

كثيراًمايحدث ونحن نتحدث عن مشكلة غامضة،أوسردفين،أوخطر داهم،أومؤامرة قادمة،إذ يقول أحدنا:هذه القضية فيها إن.
وإليكم حقيقة هذا القول الذي شاع على السنة المتحدثين والكتاب،وهو يتصل بالأديب الشاعر،والمؤلف الناقد ابن سنان الخفاجي المتوفى سنة 466 هجري في أيام دولة المرداسين في حلب،وفي خبر مأسوي مثير.
كان ابن سنان هذا مقرباً من الأمير محمود المرداسي صاحب حلب والذي حظي بمحبة الشاعر،فأرسل فيه عدداً من المدائح.وكان الأميرالمرداسي يكلف ابن سنان بعدد من المهمات السياسية،والسفارات الدبلوماسية بينه وبين الروم وغيرهم.حتى حاز لقب الأمير،وكان فيه انفة وكبرياء اورثاه المزيد من حسد الحاسدين،وكيد الكائدين.فكان ابن سنان الخفاجي يتناولهم بشعره ويفخر عليهم ويمتدح شعره الذي يتصف بالجزالة والقوة.
وانتهى امره الى ان اصبح حاكما لقلعة اعزاز التابعة لحلب بمشورة من الوزير ابي نصر بن النحاس ،فاستبد بها،وشق عصا الطاعة على الأمير المرداسي محمود،فأمرهذا وزيره ابا نصر أن يكتب الى ابن سنان_وهو صديقه_كتابايستعطفه ويستقدمه إليه.وقال له الأمير Sad

إن ابن سنان لايأمن إلا إليك،ولايثق إلا بك)وعزم على قتله.
فكتب اليه الوزير ابو نصر كتابا،ولما فرغ منه ختمه بعبارة((إنَّ شاء الله تعالى)) ووضع شدة فوق النون من (إنّ)
فلما قراه الخفاجي خرج من عزاز قاصداًحلب،فلما كان في الطريق اعاد النظر في الرسالة فلما رأى الشدة على النون امسك رأس فرسه وفكر في نفسه ،وان صديقه الوزير ابن النحاس لم يكتب هذا عبثاً،فلاح له انه أرادالآية الكريمة((إنَّ الملأ بأتمرون بك ليقتلوك))،فعاد الى عزاز،وكتب في الجواب ))إنّا الخادم المعترف بإنعام....)) وكسر الألف من(إنّا) وشدد النون المفتوحة.فلما وقف صديقه ابو نصر على ذلك سرَّ وعلم أنه قد قصد به الآية))إنَّا لن ندخلها ابداً ماداموا فيها)).
ثم أحضر الأمير محمود وزيره أبا نصر بن النحاس وقال له :انت اشرت علي بتولية الخفاجي .وما اعرفه إلامنك.وإذا لم اتخلص من صاحبك قتلتك والحقت به من بينك وبينه صلة وحرمة.
وكان أن اتجه الوزير أبو نصر الى عزاز بأمر من الأمير المرداسي.وفي صحبته ثلاثون فارساً،فخرج ابن سنان لاستقباله،فطاوله الوزير في الحديث حتى قارب الظهر،وأظهر أنه جاع،فأخرج رغيفين كانا معه فأكل أحدهما،وأعطى الثاني-وكان مسموماً-الى ابن سنان فكانت فيه منيته.وذلك بعد أن رجع الوزير الى حلب.ورجع ابن سنان الى اعزاز ،حيث وجد مغصاً شديداًورعدة قوية في جسمه ،وأودى ذلك الى وفاته وحمل الى حلب ودفن فيها وهوفي الثالثة والأربعين من العمر.

مع تحياتي

» فن القصة القصيرة
» الشباب والله يروحوا فيها مع هذي السيارة